فهد !
عندما رحل فهد في عمر الشباب، غير يقيني عن الحياة و الموت .
للتو بدأ شاربه بالظهور و صوته ب الاخشنان، كنت أنوي معاتبته على تقصيره في السؤال، لكنه رحل فجأة !
لا، أوليس كل الموتى يرحلون فجأة !..
يمرض والدي و يسافر للعلاج و يتماثل للشفاء، ثم يمرض ثانية ثم يموت على فراشه .
أمي أخبرتنا أنه كان يرفض أن نراه على ذلك الوضع ! لعله كان يعلم أنه سيرحل و لا يريد أن ترتسم في أذهاننا آخر صورة له و هو على فراش المرض .. رحمك الله يا والدي .
أمي أخبرتنا أنه كان يرفض أن نراه على ذلك الوضع ! لعله كان يعلم أنه سيرحل و لا يريد أن ترتسم في أذهاننا آخر صورة له و هو على فراش المرض .. رحمك الله يا والدي .
صحيح كل الموتى يرحلون فجأة، لكن أنت كنت مختلف .....
دائماً ما أتصور كيف كان وقع الخبر على أمك ! يا الله .
هي تطلبك خبزاً، تخرج ذاهباً لتجلبه، يصحبك والدك، تسير أمامه لتسبقه، تقطع الشارع،
تأتي السيارة مسرعة و ترحل أنت .. هكذا فقط أمام عيني والدك .!
ما أقصر الحياة و ما أقرب الموت .
كنت ذاهباً لتلبية طلب والدتك، و أنا أطلب من الله و أحتسب عنده أن خروجك كان براً لها .
فهد .. أتخيل لو أن الله أمدك بعمر حتى هذه اللحظة يا أخي الأصغر و يا صديق طفولتي، أكنت سأرغمك على وضع لقب (عمه) قبل مخاطبتي.. أم سأستمر في رفع الكلفة بيننا .
كيف حالك الآن ؟ أيا رب أنعم عليه و تقبله شهيداً .
فهد .. أتعلم أن أخي _وهو صديقك أيضاً_ بكى كما لم أراه من قبل، و أن أمي مرضت و جفى النوم عينها لأيام
!
و أنا تأثر جسدي لحزني عليك، لست جيدة في اظهار مشاعري، حبست حزني و أخفيته حتى أسقم جسدي .
فهد .. محمد ذلك الذي كنت تهوى اغضابه، كبر كما كان عمرك القديم أو قريبٌ منه .
أختك الكبرى ستصبح صديقتي، و أختك الصغرى أحسدها ! لأنها لا تمتلك ذكريات كثيرة معك و لأن عمرها تلك الأيام لا يسمح لها بتفسير معنى حزن أو موت و رحيل و فقد ! .
فهد .. أمك نحلت و ارتسم على وجهها حزن جلل .. يظهر حتى مع تبسمها ! في آخر مرة رأيتها قبل أشهر طويلة أتت لتقديم واجب العزاء، رأيت في عينيها حزناً أبكاني أكثر من رحيل فقيدنا .
فهد .. أفتقدك ! و أذكرك في دعائي، لا تظن أنني سأنسى ذلك .
اضافة تعليق